الاخبار

الأخبار

تابع ما بعد الرحيل الأول







وهنا توقفت عن البكاء مرة اخرى عندما جاء لها احد المارين يعطيها شئ لتاكله ويسألها عن سبب بكاءها وجلوسها هنا منذ ثلاث ايام ....توقفت عندما ادركت بأنها اصبحت كأولاد الشوارع يعرض عليها المارة  الاحسان... بعد برهة من التفكير نظرت داخل حقيبتها.. لأول مرة تنظر فيها منذا ان جاءت,,, لتخرج هاتفها المحمول لديها هاتف باهظ الثمن يمكن ان تستبدله بهاتف بسيط وتستغل المال فى ان تبحث عن مسكن وأن تأكل .... 

لكن قبل ان تستغنى عنه يجب ان تفعل شئ اولآ. امسكت بالهاتف وذهبت الى 
موقع البحث جوجل تبحث عن سكن للفتايات المغتربات. واخرجت عناوين وارقام دونتها على ورقة قد حصلت عليها من احد الطلاب الجالسين على مقهى بالحسين قامت ببيع هاتفها واستبدلته بهاتف صغير.. اخذت ما تبقى من المال وقامت بالاتصال بالارقام المدونة على الورقة حتى استقرت فى النهاية على سكن فى منطقة شعبية داخل حارة من حوارى المحروسة.

ذهبت الى صاحبة السكن.. وأستأجرت سريرا فى غرفه تحمل ثلاث أسره ... كل فتاة لديها سرير ودولاب حديدى.. سأتوقف هنا لحظه ... يجب ان نراى معآ معالم هذا السكن الجميل ....وكيف كان لهذا السرير بالاخص ذكري ممتعة..........هيا بنا  شقة بالدور الرابع مكونة من اربع غرف .. غرفتان بهم سريران وغرفتان بهم ثلاث اسره ... صالة تحتوى على صالون من الطراز القديم لا يصلح 
للجلوس عليه بضع ثوانى ..بها تلفاز صندوق قديم لا يعمل تقريبآ.  حمام به غسالة من الطراز القديم ..

ملحوظة ( الغساله لا تعمل )... هناك سخان غاز ( لكنه لا يعمل ايضا). مطبخ به بوتجاز بأربع شعلات ( اثنان فقط يعملان ) .. عدد اتنين ثلاجه ( احداهم فقط تعمل) *اتذكرون السرير ؟؟؟ قلت لكم انه يحمل ذكري,,, اعلم انكم تننظرون
معرفتها.....هيا بنا هذا السرير اذا تحركت وهى نائمة سيعلم اهل الحى جميعآ انها الان تتقلب على السرير يمينآ ويسارآ ... لذلك كان على الجميع أن يأخذن وضعآ واحدا اثناء النوم واذا تحركن يكونان بحذر حتى لا يوقظهن احد من الكائنين بالغرفة 

ذلك السرير الحديدى الذى لا مسامير تمسكة عدا مرتبة من الاسفنج تشعر وانت نائم
عليها انك على سوست السرير نفسه .. فى الحقيقة ليس لها اى منفع ولكن لاكتمال... الشكل العام فقط ...فلكم ان تتخيلوا معى حجم المأساة يا سادة * اعلم ان جميعكم يتسأل .لماذا لم اذكر شئ عن سكان هذا المكان؟؟؟ لم تلتقى بهم حتى الان .. جميعهن فى اجازة صغيرة ذهبوا لزيارة الاهل...لذلك جلست ثلاث ايام وحدها.

فى اليوم الرابع قد بدأن فى القدوم  واحدة تلو الاخرى ..
امتلاءة الشقة المهجورة منذ اربع ايام بفتايات من اماكن مختلفة ومهن مختلفة واشكال وشخصيات مختلفة ايضآ... 
وبدأ التعارف بينهم يتبادل على الساكنة الجديدة الصامتة طوال الوقت هكذا اسموها.. 
ثمانى فتايات بسكن واحد ... فهناك غرفة فارغة لم يقطنها احد .. كان حلم الفتاة الصامتة ان تحصل على عمل كى تحظى بهذه الغرفة وحدها  دون ان يشاركها احداهن بها ..

لكن الظروف الان لا تسمح بذلك ....الفتاتتين اللاتين تسكنان معها فى غرفتها لطيفتين للغاية احداهن تعمل صحفيه بأحدى الصحف اليومية وكانت مجتهدة لكنها لم يحالفها الحظ حتى الان ..والاخرى تعمل فى صناعة الملابس الجاهزة. ايضا فتاة مكافحة ..
فقد تعلمت منهن الكثير .. كانتين يذهبان اذا طلع النهار الى عملهن ويتركوها وحدها ثم يعودان ليرونها جالسة كما تركها...فهى لا تعرف حتى الان ماذا ستفعل..بعد..

ومرت ايام وايام حتى قررت ان تخرج من هذة الغرفة بحثا عن عمل ... فقد 
اصبح لديها حلم وهو ان تحصل على هذه الغرفة الفارغة قبل ان يسكنها احد كان هذا هو اول احلامها وذهبت كي تحققه..






شيماء فريد .. 

اكتب تعليق

مرحب بكم فى عالم الماسة المتألقة

أحدث أقدم